الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

المأمورية

سأله في تحفذ :
- أتارنا نصل الي نهاية !
فأجابه دون ان يرفع ناظريه عن هدفه المنشود :
- اظن .
و كأن الرد لم يعجبه فعالجه بعبارة إستوضاحيه :
- تظن ! .
فلم يجبه فأعاد السؤال مرة اخرى في توتر :
- أسنصل الي النهاية !! .
نظر إليه تلك المرة بعينيه الناريتين واجابه :
- ستعرف .
فأثر الصمت لانه يعرف معنى تلك النظرة جيدا و ما قد تطور إليه الأمور بعدها فأراح رأسه على راحتيه في وضع اشبه لوضع التفكير .

***

بعد ساعة من الصمت سأل مرافقه مرة اخرى لاهثا و قد ترجلا و سارا يسبقه ببعض خطوات فبذل جهدا خارقا بجسده الربعة ليلحق به :
- هل تبقى الكثير !
القى بجثة سيجارته التي قتلها حرقا منذ دقائق و دفن دخانها الأسود في صدره و رد بلا اهتمام :
- اعتقد .
بعصبيه هتف و كأنه مل من الردود المقتضبه التي يصدمه بها مرافقه :
- لقد سئمت ردودك المقتضبه .. الا تجيد فن الكلام ؟
لم يرد فعاود السؤال بالحاح الاطفال :
- كم تبقى لنا كي نصل !
دون اهتمام اجاب :
- قريبا .. لا تتعجل .
شارفت الشمس على الاختفاء و مازلا يضربان الارض وراء بغيتهم وسط الاغصان المتشابكة و الارض الوعرة يصارعان المجهول و ينتظران ما لا يعرفه احدهم في اي و كل وقت .
***

مع هبوط الليل ظن ان المشوار قد شارف على الانتهاء فسأله بارتياح :
- هل انتهينا ؟ .
اجابه بنبرة هادئة و كأن عناء الرحلة قد زال من صوته قبل جسده :
- اوشكنا .
- و هل تتركني و شأني اذا وصلنا .
اجابه شامتا :
- إذا .
نظر له في حيرة و هم بسؤاله لكن قطعت عبارته بصوت مرافقه قائلا :
- هنا تنتهي رحلتك .
ثم اخرج من حقيبته مسدسا كبيرا بدى اسطوريا و صوبه نحو رأسه و بلا تردد اطلق النار وسط رأسه تماما .
بمجهود ضئيل ركل جثة مرافقه فسقطت في الحفرة التي كان قد خصصها في وقت سابق لتلك المأمورية .. نظف مسدسه .. غسل وجهه من نبع المياه القريب .. لملم حاجياته .. و عاد من حيث اتى .

هناك تعليق واحد:

The Queen يقول...

عزيزي أحمد

اشتقت لقراءة قصصك القصيرة الممتعة لاقصى درجة
غموض المشهد من بدايته وحتى النهاية جعله كمشهد في فيلم رعب وكدت أسمع صوت اطارات السيارة على اوراق الشجر الصفراء ..
استخدامك لبعض الاساليب الجديدة والدقيقة لوصف التفاصيل البسيطة جعلها تفاصيل مهمة وذات مغزى في القصة
كنت موفقاً بحق وامتعتنا بخيالك الخصب

دمت لنا بكل خير