لم اكن ابدا من اصحاب العقول المنغلقة على فكرة معينة او اصحاب تزمت عقيدي او فكري او حتى مزاجي ( اي في الحالة المزاجية ) .. كنت دائما متعادل الهوى متسامح مع الكون و مع الآخرين مهما كانت آرائهم و افكارهم و امزجتهم .. انت حر فيما تعتقد و انا حر فيما اعتقد .. حتى الخالق عز و جل نصها قرآنيا في (( لكم دينكم و لي دين )) و منها نشتق لكم عقلكم و لي عقل .. لكم اخلاقكم و لي اخلاق .. لكم ما تشائون و لي ما اشاء ما دمت لن اؤذي منكم احدا و لن تضروا من اهتم بامرهم لذا طالما تعاملت مع الآخرين من هذا المنطلق و ان كنت اتحمس في الكلام او اتعصب في اسلوب الحوار فانما يكون من انغلاق من يحادثني حينما احاول ان اوصل له وجهه نظري بشتى الطرق و اجده يتحدث و كأنني لم اتكلم .. فاشد ما يغضبني و يستفز في الإنسان البدائي - الذي لم يهذبه دين و لم يرقيه الزمن - هو الغباء و التغابي و الاستغباء .. ان تلغي اجهزة استقبالك و تستمر في الإرسال كمبنى الإذاعة في اوائل عهده .. حتى الإذاعة الآن تعتمد على الطرفين متلقي و مرسل .. قعندما اشعر ان من يحادثني يرسل فقط و ان تظاهر بالاستقبال اشعر و كأني مستفز كليا و بعض الاحيان يعلو صوتي و يحمر وجهي و ان كنت اكره نفسي في تلك الحالة و لكنها حقيقة .
اعتقد ان النظرية الماضية لها شذوذ و لها نواقص تثبتها و تأكد من وضعها .. فلأشد ما يسوءني هي الافكار المغلوطة و المعتقدات الخاطئة عند من يهمني امرهم مثل (اختي .. امي .. اخي .. حبيبتي ايضا) .. اجدني متشائما متجهما عندما اشعر بتلك الافكار المسمومة تسري في عروق رأس احدهم و لا امل في التغيير و لا امل في نقاش عقيم لا يؤدي الي اي مكان .. فتكون الفكرة عندهم واحدة .. و تزيدهم اصرارا على اصرار .. و بالرغم من مكانتي عندهم التي اثق فيها كثيرا .. الا ان ناتج الحوار الذي اشعره و لا يقال و ان كان قد قيل ذات مرة .. انت شخص صعب المراس .. تتمنى ان يصبحك الجميع و ان يفكر الكل مثلك .. العديد من الكلام الذي يزيد من سوء الوضع و الحالة التي اصل اليها اصلا من جرار ما يعتقدون .
اعتقد انني سأصل يوما الي مرحلة تريحهم .. و هي انتم احرار .. اعتقدوا ما تعتقدون .. و أمنوا بما تؤمنون .. و اكفروا بما تكفرون .. و ان كان اول كفركم بي فلن ابالي .. فانا اول كافر بي .. اعتقد انني سأنال قسطا من المرمطة النفسية الي ان اصل الي تلك المرحلة و لكني لاشك واصلها .. و عندما اصل لن اتذكر اي من هذا الكلام ..لاني ببساطة تلك اللحظات لن اكون انا او لن اكون هنا ربما كنت في عالم آخر لا يعرف النقاش و الا الافكار المغلوطة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
عزيزي أحمد
هنالك نوعان من البشر قد تواجههم عند مناقشتك لأحدهم .. نوع مجادل يحاورك وليس لديه أي اقتناع بما يقول وربما لا يفهمه أساسا وهذا النوع هو من تجده يغلق جميع حواسه عنك وعن استقبال اي معلومة منك ولذلك لا تناقشه لان نقاشه لا جدوى من ورائه .
وهنالك نوع آخر يؤمن بما يقول كإيمانك التام بما تقول أيضا ولابد لكليكما احترام رأي الآخر وعدم التقليل منه فهو الرأي الصواب من وجهه نظر صاحبه بينما هو رأي خطأ من وجهة النظر الآخرى .. إذا توصلتم فعلا لاحترام أراء بعضكم فبكل تأكيد سيقنع أحدكم الآخر ولو بجزء بسيط مما يؤمن به إن لم يكن كله.
أما بخصوص تركك لمن يهمك أمرهم ليعتقدوا بما يشاؤون فهذا هو الخطأ بعينه فأنت تحاول اقناع شخص ما بأن أفكاره خاطئة وان الصواب كذا وكذا لا لتنتصر عليه في معركة ولكن لأنك تهتم لأمره وتريد أن تصح له معلومة ما لذلك لا يجدر بك أن تتركه بإيمانه بمفهوم خاطئ .. وأدرك شخصياً قدرتك العجيبة على الاقناع ولكن كن هادئ واحتفظ بتصالحك مع العالم ..
دمت بكل خير
إرسال تعليق